أجمع المربّون والمهتمون بالتنمية البشرية على أن المخيمات الصيفية التي تنظم لفائدة الأطفال المتمدرسين أصبحت ضرورة من ضرورات التكوين النموذجي الأمثل، إذ تكسبهم مجموعة من المهارات والخبرات التي تكون حافزا لهم على صقل مواهبهم.
وإن الظروف المادية الصعبة للقيمين الدينيين لا ينبغي أن تكون سببا في حرمان أبنائهم من الحق في الاستفادة من مثل هاته الأنشطة؛ من أجل ذلك، بادرت المؤسسة إلى فتح هذا الورش الحيوي، وهي تتوقع دعما مواكبا من قبل ذوي الفضل والإحسان الذين سيشعرون بأنهم كما لو كانوا يقدمون هذه الخدمة لأبنائهم وفلذات أكبادهم.
أهل المغرب عموما ممن سكن قلوبهم حب بيت الله العتيق، واكتوت جوانحهم بنيران الشوق إلى رحابه، لديهم تعلق قل نظيره بأداء مناسك الحج وزيارة الحرمين الشريفين.
وإن القيمين الدينيين لمن أكثر الناس تطلعا إلى أداء فريضة الحج، يترقبون أي فرصة تمكنهم من تحقيق حلم الرحلة إلى تلك البقاع المباركة، يأملون أن يكونوا في يوم من الأيام ضمن مواكب الإيمان وقوافل عباد الرحمن، الذين يجأرون إلى ربهم طلبا للرحمة والعافية، يرغبون في عدم مفارقة الحياة إلا بعد أن تدرج أسماؤهم ضمن قوائم ركب الحج ممن لبى النداء وصدحت حناجرهم بالتلبية.
من هنا يأتي مشروع إحجاج القيمين الدينيين ليستجيب لتلك التطلعات والآمال، ويلبي ما استطاع منها بحسب ما تتيحه أريحية المؤمنين أهل الخير والإحسان.
القرآن الكريم مأدبة الله تعالى لعباده ورحمة منه وهداية للناس أجمعين، والقيمون الدينيون هم الرواد الأوائل لهذه المأدبة وحُفّاظها، وهم الذين يدعون الناس إليها ويحضّونهم على الاستمتاع بها، تلك هي وظيفتهم ومهمتهم، في سعي دؤوب نحو تقوية صلة الناس بربهم وبالقرآن الكريم.
ورغبة من المؤسسة في إبراز هذا الدور وتطويره؛ ارتأت أن تدرج ضمن سلسلة مشاريعها، مشروع المجالس القرآنية الرمضانية، تكريما للقيمين الدينيين الذين يشرفون على أكبر حلقة يومية لقراءة الحزب الراتب، ومناسبة أيضا لتكريم قيمين آخرين قضوا زهرة أعمارهم في خدمة بيوت الله عرفانا وتقديرا لهم؛ وسيكون إشراك أهل البر والإحسان في دعم هذا العمل وتمويله، إكراما لأهل القرآن.
الخميس 03 يوليوز 2025 الموافق 7 محرم 1447
اليوم 241
الأمس 637
الأسبوع 2041
الشهر 1444
الكل 1212367